مع اقتراب عام 2022 من نهايته، ما نوع "ورقة الإجابات السنوية" التي سيقدمها قطاع التجارة الخارجية الصيني؟
من جهة، شهدت القيمة الإجمالية للواردات والصادرات نمواً مطرداً خلال الأشهر الـ 11 الأولى، في حين انخفض معدل نمو التجارة الخارجية شهرياً منذ يوليو؛ ومن جهة أخرى، سعياً للحصول على المزيد من الطلبات، قامت العديد من الحكومات بتنظيم شركات التجارة الخارجية للسفر إلى الخارج لتطوير الأسواق، بدءاً من المحافظات الاقتصادية الساحلية الشرقية وصولاً إلى المناطق الوسطى والغربية.
قال نائب رئيس المركز الصيني للتبادلات الاقتصادية الدولية، ونائب وزير التجارة السابق وي جيانغ قوه، في مقابلة حصرية مع مراسل الأخبار الصاعدة، إنه من المتوقع أن يظل إجمالي واردات وصادرات التجارة الصينية هذا العام يتمتع بنمو صحي ومستقر، وأن تحقق الصادرات نمواً برقمين.
ومع ذلك، أشار وي جيانغوو إلى أن انخفاض معدل النمو في شهر واحد لا يزال ضمن النطاق المستقر، وأن هذا الانخفاض "مؤقت ومفهوم"، و"لا داعي للذعر، ولا يمكن القول إن انخفاض معدل النمو في شهر واحد يثبت أن مستقبل التجارة الخارجية قاتم، فالتجارة الخارجية ككل لا تزال ضمن نطاق تشغيل صحي ومستقر".
فيما يتعلق بوضع التجارة للعام المقبل، قال وي إن الوضع سيكون خطيراً، إذ لا تزال شركات التجارة الخارجية المحلية بحاجة إلى تجاوز آثار الوباء المحلي، والتأخر في التعافي هو العامل الحاسم. كما أكد أنه بعد انتهاء الوباء، ستتسارع وتيرة انتقال الصناعات التحويلية العالمية ورؤوس الأموال والتكنولوجيا والكفاءات إلى الصين، لذا يجب أن نكون على أهبة الاستعداد، فكلما كانت المقاطعات أكثر استعداداً، زادت فرصها في اغتنام هذه الفرص.
فيما يتعلق بالتحرك الحالي للعديد من الجماعات المحلية للاستحواذ على الطلبات، وصف وي ذلك بأنه "ابتكار في تاريخ التجارة الخارجية"، وفي الوقت نفسه، هو تطبيق لمتطلبات اجتماع المكتب السياسي المركزي المنعقد في 6 ديسمبر، والتي نصت على "جرأة الكوادر على العمل، وجرأة المجتمعات المحلية على الاختراق، وجرأة الشركات على العمل، وجرأة الجماهير على الريادة". بالإضافة إلى ذلك، اقترح وي أن تبادر المزيد من المناطق بنشاط، "مثل الشمال الشرقي، حيث يُعد هذا الوقت الأمثل للعب دور "الجماعة".
"انخفاض معدل النمو مؤقت، وسيظل حجم التجارة السنوية للواردات والصادرات ينمو بشكل صحي ومستقر".
أخبار التصفح: تُظهر البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك أن القيمة الإجمالية لواردات وصادرات الصين في شهر نوفمبر بلغت 3.7 تريليون يوان، بزيادة قدرها 0.1% على أساس سنوي، ويستمر معدل النمو الشهري في الانخفاض، فكيف يمكن تفسير هذا التغيير؟
وي جيانغ قوه: يعود سبب انخفاض نمو التجارة الخارجية في شهر واحد إلى عدة عوامل، أولها انتشار الوباء محلياً في مناطق متعددة، بالإضافة إلى بعض إجراءات الوقاية والسيطرة المحلية، مما أدى إلى عرقلة الصادرات في بعض القطاعات. ثانياً، رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، مما أدى إلى ارتفاع التضخم في بعض الاقتصادات، وتأثرت القدرة الشرائية للمستهلكين إلى حد ما، وفي الوقت نفسه، انخفض الطلب الاستهلاكي الأجنبي، مما أدى إلى تراكم المخزون، الأمر الذي أثر بدوره على طلبات العملاء اللاحقة. ثالثاً، الصراع الروسي الأوكراني، فبعد ارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف الشحن، وإغلاق بعض المصانع في أوروبا، انخفض الطلب على السلع الاستهلاكية الأساسية والمعيشية في الصين منذ ذلك الحين.
ومع ذلك، فإن انخفاض التجارة الخارجية في شهر واحد لا يزال ضمن نطاق مستقر، وهذا الانخفاض مؤقت ومفهوم، ومن منظور عام، لا تزال التجارة الخارجية في نطاق تشغيل صحي ومستقر، ولا يمكن القول إن انخفاض معدل النمو في شهر واحد يثبت أن مستقبل التجارة الخارجية قاتم.
أخبار ركوب الأمواج: ما هو الأداء الجدير بالاهتمام في التجارة الخارجية الصينية خلال الأشهر الـ 11 الأولى من هذا العام؟
وي جيانغوو: في الأشهر الـ 11 الأولى، بلغ إجمالي قيمة واردات وصادرات الصين 38.34 تريليون يوان، بزيادة قدرها 8.6% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، منها صادرات بقيمة 21.84 تريليون يوان، بزيادة قدرها 11.9%، وواردات بقيمة 16.5 تريليون يوان، بزيادة قدرها 4.6%، أي نمو في الصادرات برقمين.
نظراً لأن أداء التجارة الخارجية لهذا العام يحمل عدة مؤشرات هامة تستحق الاهتمام، أولها أن واردات وصادرات التجارة العامة شكلت أكثر من 60% من إجمالي قيمة التجارة الخارجية، حيث بلغت 63.8%، بزيادة قدرها 2.2 نقطة مئوية مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويُظهر هذا الأداء الجيد للتجارة العامة أن الدورة المحلية للصين، ودورة التبادل التجاري بين الداخل والخارج، آخذة في التبلور، مما يُرسخ نمطاً تنموياً جديداً.
ثانيًا، شهدت تجارة التصنيع نموًا ملحوظًا. فخلال فترة الوباء، كانت هذه التجارة تعاني من ركود، بل وانكماش في بعض الأحيان، بينما بلغت واردات وصادرات تجارة التصنيع خلال الأشهر الإحدى عشر الأولى 7.74 تريليون يوان، بزيادة قدرها 1.3%. هذه الزيادة الطفيفة ذات دلالة كبيرة على نمو تجارة التصنيع، ويعود ذلك إلى تحسن بيئة الأعمال في الصين، مما شجع عددًا كبيرًا من المستثمرين الأجانب على الاستثمار في هذا القطاع وزيادة الإنتاج.
ثالثًا، إن معدل نمو الواردات والصادرات الصينية المجمعة من الدول الواقعة على طول "مبادرة الحزام والطريق" أعلى من معدل النمو الإجمالي للتجارة الخارجية للبلاد، ومع تزايد علاقاتها التجارية الوثيقة، فقد بلغ إجمالي الواردات والصادرات الصينية من الدول الواقعة على طول "مبادرة الحزام والطريق" خلال الأشهر الـ 11 الأولى 12.54 تريليون يوان، بزيادة قدرها 20.4%، ومعدل نمو سنوي أعلى بمقدار 11.8 نقطة مئوية من معدل النمو الإجمالي للتجارة الخارجية الوطنية، وأعتقد أن زخم النمو سيستمر في الازدياد.
رابعًا، بالنسبة للمنتجات الميكانيكية والكهربائية والمنتجات كثيفة العمالة، فقد كنا قلقين من أن يؤدي ارتفاع أسعار المواد الخام وتكاليف العمالة، بالإضافة إلى عدم قدرة فيتنام وماليزيا المجاورة على الاستحواذ على حصة سوقية، إلى انخفاض صادرات المنتجات كثيفة العمالة. ولكن بالنظر إلى بيانات شهر نوفمبر السابق، فقد بلغت صادرات المنتجات كثيفة العمالة 3.91 تريليون يوان، بزيادة قدرها 9.9%. ويُظهر هذا النمو المزدوج في صادرات المنتجات الميكانيكية والكهربائية والمنتجات كثيفة العمالة استمرارنا في تعزيز تحول وتطوير شركات التجارة الخارجية، فضلًا عن تحويل هيكل منتجاتها.
بالإضافة إلى ذلك، خلال الأشهر الـ 11 الأولى، لا تزال رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أكبر شريك تجاري لنا، وذلك بفضل تطبيق اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة (RCEP)، وستواصل اتفاقية RCEP القادمة تعزيز هذا الوضع.
لذا، من منظور عام للعام بأكمله، أعتقد أن التجارة بين الواردات والصادرات ستظل تشهد نمواً صحياً ومستقراً، وستظل الصادرات تحقق نمواً برقمين، كما ستنمو الواردات قريباً.
"طلبات شركات التجارة الخارجية هي مصدر رزقها، والتوجه نحو البحر هو الابتكار في تاريخ التجارة الخارجية".
أخبار ركوب الأمواج: في الوقت الحالي، تقوم عدد من الحكومات المحلية بتنظيم الشركات للاستيلاء على الطلبات، كيف تنظر إلى هذه الجولة من الإجراءات؟
وي جيانغ قوه: بالنسبة لشركات التجارة الخارجية، تُعدّ الطلبات مصدر رزقها، فبدونها لا تستطيع البقاء. ويمكن القول إنّ تنظيم الحكومة لشركات التجارة الخارجية للعمل في البحر يُعدّ ابتكارًا في تاريخ التجارة الخارجية. وقد لاحظتُ أن هذا الابتكار لم يقتصر على المناطق الساحلية في قوانغدونغ، وتشجيانغ، وجيانغسو، وفوجيان، وغيرها، بل بدأ أيضًا في المناطق الوسطى والغربية، بما في ذلك هونان، وسيتشوان، وغيرها، وهذا أمرٌ إيجابي.
بالإضافة إلى الابتكار، فإن السعي الحثيث لاقتناص الطلبات أكثر أهمية لتنفيذ متطلبات اجتماع المكتب السياسي المركزي في 6 ديسمبر "الكوادر تجرؤ على العمل، والمحليون يجرؤون على الاختراق، والشركات تجرؤ على العمل، والجماهير تجرؤ على الريادة".
إن سعي الشركات للحصول على طلبات من الخارج، أولاً، يُظهر أن شركات التجارة الخارجية، بعد المؤتمر الوطني العشرين، قد اكتسبت نظرة جديدة، وتجرؤ على اختراق السوق العالمية؛ ثانياً، هذه الطلبات هي في الأساس شركات تجارة خارجية، ولكنها تتبعها سلسلة إنتاج، وتوفر فرص عمل، وسوق محلية متكاملة، لذا فإن الحصول على الطلبات هو في جوهره الحصول على السوق؛ ثالثاً، تواجه العديد من شركات التجارة الخارجية التي تعرض منتجاتها في الخارج صعوبات، وقد لعبت الحكومة دوراً داعماً، حيث يمكن ملاحظة سرعة استجابة الحكومة وتوفيرها للخدمات اللازمة لمساعدة الشركات على حل هذه الصعوبات، بما في ذلك استئجار الطائرات، والوقاية من الأوبئة، وحتى توفير رأس المال.
من الآن وحتى أبريل ومايو المقبلين، سيُقام في العالم ما بين خمسمائة وستمائة معرض متنوع، وعلينا المشاركة بنشاط، ليس فقط في قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو ومنطقة دلتا نهر اليانغتسي، بل يجب على المناطق الوسطى والغربية ومنطقة الشمال الشرقي المشاركة بنشاط أيضاً، فالآن هو أفضل وقت للعب دور "المجموعة".
إن الوباء الذي استمر ثلاث سنوات لا يقتصر على التجارة الخارجية فحسب، بل إن اقتصادنا ككل لا يواكب التبادل والتواصل والترابط العالمي، وقد استمرت سلسلة التوريد العالمية في التكيف خلال السنوات الثلاث الماضية، وهذا التكيف يتم في غياب بعض الشركات الصينية، والآن لسد هذه الفجوة، والاندماج بشكل أسرع في سلسلة التوريد العالمية الجديدة، يجب علينا القيام بعمل جيد في "التبادل والتواصل والترابط"، نحتاج إلى الخروج، ليس فقط للمنافسة على طلبات التصدير، ولكن أيضًا لجذب المزيد من الاستثمارات إلى الصين.
"وضع التجارة الخارجية في العام المقبل صعب، ولكنه أيضاً فترة أكثر نشاطاً".
أخبار ركوب الأمواج: ما هي التوقعات بشأن وضع التجارة الخارجية للعام المقبل؟
وي جيانغ قوه: هناك شرطان، أولهما أن الوضع العام المقبل قاتم، وثانيهما أن شركات التجارة الخارجية المحلية لا تزال بحاجة إلى التغلب على التأثير الناجم عن الوباء المحلي، والوقت المستغرق للتعافي هو المفتاح، أما الجانب الدولي، فبعض مظاهر مناهضة العولمة، بما في ذلك الحمائية التجارية والأحادية، وما إلى ذلك، ستؤثر بشكل أكبر على التجارة الخارجية للصين، وهو أيضاً أكبر صعوبة نواجهها ونسعى للتغلب عليها.
بالنظر إلى وضع شركات التجارة الخارجية في نهاية هذا العام، نتوقع أن يكون العام المقبل أكثر حيوية. ولتعزيز انفتاحها على العالم الخارجي على أعلى المستويات، يجب على شركات التجارة الخارجية أن تتحلى بروح المبادرة والجرأة لتحقيق النجاح، وأن تسعى جاهدة في العام المقبل، حيث قد يكون الطلب الخارجي غير كافٍ، بل وقد يواجه صعوبة في بعض الأحيان. لذا، يجب على شركات التجارة الخارجية تجاوز هذه الصعوبات، والحفاظ على الوضع الحالي، بل وتحقيق نمو يتجاوز هذا العام، وذلك بفضل جهودنا المستمرة.
أخبار ركوب الأمواج: ما هي أبرز ملامح التجارة الخارجية للعام المقبل التي تستحق الاهتمام؟
وي جيانغ قوه: من أبرز النقاط التي نسعى لتطبيقها هو التحديث على النمط الصيني. يركز هذا النمط على الانفتاح على العالم الخارجي. في العام المقبل، سنطلق سلسلة من السياسات والإجراءات لتشجيع هذا الانفتاح، وتعزيز بيئة الأعمال في الصين، وحماية الملكية الفكرية، لا سيما في إنشاء نظام سوقي قائم على التقنين والتسويق والعولمة، ما يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام، وسيجذب السوق الصيني الضخم استثمارات هائلة. بعد انتهاء الجائحة، ستتسارع وتيرة انتقال الصناعات التحويلية ورؤوس الأموال والتكنولوجيا والكفاءات العالمية إلى الصين، وعلينا أن نكون على أهبة الاستعداد، فكلما كانت المقاطعات أكثر استعدادًا، زادت فرصنا في اغتنام هذه الفرص.
أخبار ركوب الأمواج: ما هو دور استقرار التجارة الخارجية في استقرار النمو؟ وفي أي جوانب ينبغي التركيز على استقرار التجارة الخارجية في العام المقبل؟
وي جيانغ قوه: في ظل عدم مواكبة الاستهلاك للنمو، وعدم ظهور أثر الاستثمار بعد، ستستمر التجارة الخارجية في لعب دور محوري. ولتحقيق استقرار التجارة الخارجية، يكمن جوهر الأمر في استقرار الجهات الفاعلة في السوق، واستقرار سياسة التجارة الخارجية. أولاً، تنفيذ سلسلة من سياسات التجارة الخارجية اعتبارًا من هذا العام، والتي تشمل التأمين والائتمان والجمارك، بما في ذلك بعض السياسات التفضيلية للتجارة الإلكترونية عبر الحدود، مع الحرص على تنظيمها وتنفيذها بفعالية. ثانيًا، إنشاء شبكة معلومات واسعة ومفتوحة، لتحديد الطلب العالمي على المنتجات، وأماكن إقامة المعارض، واحتياجات العملاء، وتقديم المشورة بشأن منتجاتنا، والأسواق التي لا تزال بحاجة إلى استكشاف، وذلك بهدف فهم التجارة الخارجية في أسرع وقت ممكن. ثالثًا، اعتماد نموذج "الشركة الرائدة" كركيزة أساسية، مع الحفاظ على "الشركات الصغيرة" الأخرى، وذلك من خلال نموذج "الأسطول"، أي أن تتولى الشركات الكبيرة زمام المبادرة، مع ربطها بالشركات الصغيرة في مراحل الإنتاج والتوزيع، لتشكيل نهج "المحطة الواحدة" لتطوير أسواق جديدة.
تمت الترجمة باستخدام موقع www.DeepL.com/Translator (النسخة المجانية)
تاريخ النشر: 15 ديسمبر 2022
